متظاهرون يحاصرون سيارة للشرطة في مدينة المحلة الكبرى
اعتقلت السلطات الأمنية المصرية عددا من ناشطي جماعة الإخوان المسلمين في مدينة الإسماعيلية وسط حالة من الهدوء الحذر في مدينة المحلة الكبرى التي شهدت اضطرابات أسفرت عن وفاة فتى بطلق ناري.
فقد أفادت مصادر محلية في مدينة الإسماعيلية بأن سلطات الأمن اعتقلت 19 شخصا ينتمون للجماعة رغم وجود قرار قضائي بالإفراج عنهم دون تبيان الأسباب التي أدت لاعتقالهم.
يشار إلى أن جماعة الأخوان المسلمين -المحظورة قانونا في مصر- أعلنت مقاطعتها الانتخابات المحلية التي انطلقت منذ ساعات وذلك احتجاجا على الاعتقالات التي شملت معظم مرشحي الجماعة.
وبسبب الحظر القانوني المفروض على الجماعة درجت العادة أن يشارك مرشحوها في الانتخابات كمستقلين وليس بانتمائهم الحزبي.
في الأثناء ذكرت مصادر أمنية وعمالية أن هدوءا حذرا يسود مدينة المحلة الكبرى الصناعية في دلتا النيل بعد ليلة ثانية من الصدامات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن المصرية
وسبق لقوات الأمن المصرية أن شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الجماعة في أنحاء متفرقة من البلاد حتى وصل عدد المعتقلين -بحسب ما أوضحه محامي الجماعة بالإسكندرية خلف بيومي، في تصريح للجزيرة نت قبل أيام- إلى أكثر من تسعمائة معتقل من جميع المحافظات.
إخوان مصر قاطعوا الانتخابات المحلية
وطالبوا بوقفها
مواجهات المحلة
من جهة أخرى نقل مراسل الجزيرة في القاهرة عن مصادر طبية أن فتى في الخامسة عشرة من عمره قُتل بطلق ناريّ في مدينة المحلة، عندما كان يرقب اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن التي أطلقت النار لتفريقهم.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن طبيب في مستشفى المحلة الكبرى العام -طلب عدم ذكر اسمه- أن "احمد علي مبروك حمادة وصل مساء الاثنين جثة هامدة إلى المستشفى" مؤكدا أنه "لا يستطيع تحديد سبب الوفاة لأن الطبيب الشرعي لم يقم بعد بتشريح الجثة".
كما أصيب عشرون شخصا على الأقل بينهم خمسة من أفراد الشرطة لدى تجدد المواجهات الأثنين، إذ وقعت الاشتباكات أمام مركز للأمن في المحلة عندما تجمهر ذوو الأشخاص الذين اعتقلتهم السلطات في مواجهات أول أمس للمطالبة بالإفراج عنهم.
في حين نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر طبية قولها أن 65 مصابا يعالجون في المستشفى بينهم عدد من الحالات الخطيرة نتيجة تعرضهم لعيارات مطاطية أطلقها جنود خلال تعرضهم للرشق بالحجارة على أيدي المتظاهرين الأحد.
من جهته قال المسؤول العمالي موسى فودة إن الوضع متوتر لكن لم يسجل أي حادث حتى الآن في حين توقع البعض أن تتجدد الاضطرابات بعد إنجاز العمال وردياتهم وخروج الطلبة من المدارس.
وكانت المظاهرات -التي خرجت في مدينة المحلة الكبرى احتجاجا على انخفاض الأجور وسوء الأوضاع المعيشية- تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن بعدما أحرق متظاهرون الإطارات وأضرموا النار في مدرستين وكسروا زجاج قطار وسيارات أجرة، وفق مصادر أمنية